مخاوية الشوق عضو مبتدء
عدد الرسائل : 73 تاريخ التسجيل : 29/08/2007
| موضوع: حين ترى ان قرص الشمس مازال يقاوم ...... الجمعة أغسطس 31, 2007 6:14 am | |
| مساكم الله بالخير
تقدم نحو الصباح بهدوء... فتح نافذة للضياء على عتبة قلبه... توشح بأمنياته كي يتقي نسمات الآتي الباردة... حين خرج الى الشارع المترع ببقايا ما جادت به السماء الخريفية رفع نظارته السوداء على عينيه الحالمتين وحيّا قرص الشمس... طبطب من بعيد على وردته التي يعشقها وتمنحه كل صباح درعاً من الامل قبل ان يمضي الى مطحنة الحياة... ضم اوراقه البيضاء الى صدره... وحاول ان يبقي وجهه ذا القسمات الحائلة منتصباً على مرآة المياه بين آلاف الاقدام على حافة الطريق... جاهد لكي يرى انعكاساً لوجهه على السماء... ثم ابتسم لقرص الشمس الهارب من غيمة واعتذر لها "سأنزع النظارة السوداء..." وأسرع الى الحافلة... مدّ يده من نافذة الحافلة لتستقبل رذاذاً يبشر بيوم عائم ، لكن الرذاذ توقف بعد لحظات... بيده المبللة مسح الضباب عن زجاج النافذة... وأسرّ للضباب "بعد قليل ستنقشع.." لكن الضباب تراكم من جديد على الزجاج معلناً استنكاره... فابتسم له "انه قدرك...ستنقشع!!" وترجل عن الحافلة... عند بوابة المبنى المخمليّ استوقفوه _ "أوراقك؟؟..." نظر الى الافق فرأى قرص الشمس يجاهد كي يطلّ عليه من خلف غيمة... ابتسم للشمس وأسرّ لها "لا بأس... قدرك ان تبقي خلفها اليوم.." _ "أوراقك؟؟!!.." وعادت عيناه موشحة ً بالأمل لتصطدم بنظرة حازمة... مدّ اوراقه المشفقة على سيدها... فرتبت نفسها بين يديه... ولكن الرجل الصارم أعادها الى سيدها قبل ان تتشرف بالتعرف على عينيه _ "هل معك الورقة الخضراء؟؟" _ "كل اوراقي بيضاء.." _ "اذن لماذا انت هنا.. احضرالورقة الخضراء من ذاك المكتب عند السور.." حين طلب الورقة الخضراء صرخت الورقات البيضاء محتجة "ماذا به الورق الابيض يا سيدي؟؟" طوى ورقه بين يديه برفق ليسكته.. وأسرّ له "ليس الآن!!" مدّ رجل يده من خلف المكتب "أين ورقتك؟؟.." نظر الى اوراقه البيضاء... ربّت عليها بامتنان وقدمها _ "لا حاجة لي بكل هذه الاوراق... أريد الورقة الصفراء.." _ "أوراقي كلها بيضاء.." _ "اذن لماذا انت هنا... احضر الورقة الصفراء اولاً من المكتب المجاور..." حين عاد بالورقة الصفراء وبجيوب فارغة تماماً ،قذف له الرجل الورقة الخضراء... حمل الورقة دون ان يشعر بانتماءها اليه... وغادر المكتب.. تمنى ان لا يهاجمه رذاذ المطر... فضحكت الغيمة حتى لم تستطع ان تمنع دموعها... فخبأ الورقة الخضراء تحت الورقات البيضاء دون ان يأبه لاحتجاجهن.. عند البوابة مدّ الورقة الخضراء ... ومدّ نظره للأفق... فعاودت الغيمة الضحك وانهالت دموعها... لمح قرص الشمس من خلفها مازال يجاهد.. فأسرّ للشمس "هل ستغلبين قدرك اليوم؟؟.." تناول الرجل الورقة الخضراء ومزقها.. فاسترخت الورقات البيضاء بين يدي سيدها بشماتة... دخل المبنى وقدماه تأبيان الا ان تتركان بصمتهما الخريفية على ارضيته... لكن الوحل استاء.. فأسرّ له "اعتبرها رحلة سياحية في بلد السيراميك!!.." وضحك الوحل مستاءً حتى تمدد واتسعت بقعته... عند الاستعلامات استوقفه الصوت "الى اين؟؟.." تباعدت خصلات شعره المبلل على جبينه لتسمح له برؤية مخاطبه... رفع اوراقه البيض التي انتصبت بفخر مقاومة ً استرخاء دموع الغيمة بين ضلوعها... أمسك الرجل الأوراق وقبل ان يقلّبها رفع نظرات الأسف لتلتقي بعينين كان الأمل قد وشحهما... _ "عفواً.." واهتزت الورقات البيضاء فزعاً بين يدي الرجل.. _ "أوراقك هذه لم تعد صالحة.. صدر قرار بالامس ان جميع الاوراق المتداولة داخل المبنى هي الاوراق الوردية فقط..." فنظر الى اوراقه البيضاء وردد دون ان يشعر "ماذا به الورق الابيض!!" _ "هذا قدرك.." .. وأعاد الاوراق الى سيدها.. خرج وهو يضم اوراقه البيضاء الى صدره ليحميها رذاذ الغيمة التي توقفت عن الضحك... وبدأت بالبكاء رثاءً لحاله.. رفع نظره ليعلن احتجاجه للغيمة .. ويواسيها بأن عينيه ستظلان موشحة ً بالامل.. ويرجوها ان تتوقف عن البكاء رفقاً باوراقه.. فاختبأ قرص الشمس خلف الغيمة خجلاً من عدم قدرته على فعل شيء... فرفع صوته للشمس "لا بأس... قدرك ان تبقي خلفها..."
في امان الله | |
|
بنت السعوديه عضو مبتدء
عدد الرسائل : 63 تاريخ التسجيل : 29/08/2007
| موضوع: رد: حين ترى ان قرص الشمس مازال يقاوم ...... الجمعة أغسطس 31, 2007 11:11 pm | |
| | |
|
سموة الذوق عضو مبتدء
عدد الرسائل : 35 تاريخ التسجيل : 29/08/2007
| موضوع: رد: حين ترى ان قرص الشمس مازال يقاوم ...... الأربعاء سبتمبر 05, 2007 9:47 am | |
| | |
|
جني متجنس مشرف الجوال والإتصالات
عدد الرسائل : 54 تاريخ التسجيل : 29/08/2007
| موضوع: رد: حين ترى ان قرص الشمس مازال يقاوم ...... الخميس سبتمبر 06, 2007 9:17 pm | |
| | |
|