نهاية مبهمة
... و ها قد رسى – أخيراً – على فكرة نهائية قاطعة للخلاص، و لكن ذلك لا يعني استئصال الألم والحسرة من حياته، فصاحبنا سرعان ما تدور به أموره ليعود إلى مكانه في قلب الدائرة الزرقاء المغلقة، أراد أن يخرج من ذلك الحصار، أن يدفع جدران خيبته، أن ينجح في ذلك! إلا أنه – كعادته – ينفجر لحظة اليأس (أو القنوط)، يحترق، يتحطم، ينتحر! ثم يضع قناع راحة البال من جديد ليخفي ذلك كله، ليرسم للعالم الأخرق من حوله صورته كما العالم الأخرق يريدها.
لا يبدو أنه يكترث بما يتخبط من أحداث ومصائب، كأنه يجد النهاية والمصير في نهايته ومصيره هو... تظنه يسخر من الجميع، إلا أنه في الواقع غريب عنهم، لا يجد فضاء يجمعه بهم، وكل ما يتمناه... ألا يكون مبهماً! وأضحك منه، من حماقته وغروره معاً، بل من هشاشة إرادته، تسمعه يبتهل ويتأمل ويحلم، فإذا هو فجأة يندد ويصرخ ويشتم، وفي كلا المشهدين، لا يصل خط النهاية، فتبصره في مقعده الأزلي في حلقته تلك.
مشكلة صاحبي أنه يمطرني بتشجيعه وتحفيزه وعطفه، وهو عطش حتى الموت دون ذلك! ترقص في أثيره آماله وطموحاته، وربما إنجازاته الضئيلة التي تنكمش حالما يبعث في جوه الكئيب تنهداته وأوجاعه، يصر على التقدم والصمود، حتى في قرون الشتاء التي تكاد تكون مستحيلة، ينتزع الدقيقة من دوامة لا تعرف الزمان ولا الإنسان، ينقش بأصابعه الباردة بعض مستقبله... ودائماً يسبح في خط خيالاته المستقيم! ويقول لي: لا بد أن يأتي اليوم، و"أجل لا بد سيأتي" أجيبه رغم إنكاري النغمة المريضة في كلماته لأنني على يقين أن ما يحتاجه فقط: إجابة.
لقراءتها كاملة....
http://www.najah.edu/?page=3134&news_id=5225